شبهة الحجاب ليس مذكوراً في القرآن أصلا

 

الحجاب ليس مذكورا في القرآن. آخر صيحة في عالم التجني على الإسلام و التنكيل برموزه بل برمزه الأسمى و هو حجاب المرأة. الحرب الضروس ضد الحجاب حرب تاريخية لا تعرف الهوادة. ووطأة الضربات المتتالية للنيل من قدسية فرض المرأة المسلمة الأهم لا تزداد إلا ضراوة. و لكن الجولة الجديدة لا تستخدم شعارات التحرر الطنانة الرنانة و التي أرهقت المسامع و أسقمت الأذهان. بل تلوذ بقراءات جديدة للقرآن لا يكاد ظاهرها الدسم يستر شيئاً من باطنها المسموم. فهل مفهوم الحجاب غريب عن القرآن فعلا؟!  وما هو أصل هذه الشبهة الجديدة؟

وإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ

في الآية السابقة و هي الآية 53 من سورة الاحزاب يأتي الهدي القرآني بوجوب التأدب مع النبي و أزواجه و إحترام خصوصية بيت النبوة و الذي كان مطروقاً ليل نهار من قبل أصحابه. و كان من بعض التأدب التنبيه بضرورة مخاطبة أمهات المؤمنين من وراء حجاب. فالحجاب إذن ساتر فاصل مُلزم لزوّار بيت النبّوة ولاينطبق على مسماه اليوم. هذه هي و باختصارالحجة مبسطةً لمن يقول بعدم فرض الحجاب في القرآن. و هذا صحيح في ظاهره فقط .فالحجاب في القرآن هو الحاجز الساتر المُلزم لأمهات المؤمنين. و لكن من قال أن القائلين بالحجاب فريضةً لكل إمرأة مسلمة يعتمدون على هذه الآية للبرهنة على حجيّة الحجاب؟ و من قال ان تغير التسمية يغير المسمى؟ فالقرآن أشار إلى ما نسميه حجاباً اليوم و أكد على إلزامه فرضاً للنساء المؤمنات بعد  أن نعته بالخمار. و فرض الخمار الساتر لجسد المرأة و شعرها يأتي صريحاً في القرآن إذ نقرأ في الآية 31 من سورة النور

وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

 

و الخُمُر جمع خمار و الكلمة مشتقة من الجذر ( خَمَرَ) بمعنى غطى وحجب و ستر و منه الخمْر الذي يحجب العقل. وقد نسمي الخمار اليوم حجاباً أو إشاربا أو طرحة أو شيلة أو لحشةً أو غطاء ...الخ كما في بعض البلدان ويظل المفهوم واحداً. فتعدد و تنوع التسميات و-هو من طبيعة أي لغة- ليس حجة على تغير المعنى. و يظل الحجاب فرضاً و إن كره المُبطلون. و الله أعلم.

للمزيد يمكن مراجعة كتابي الأكاديمي المنشور في عام 2019 في أمريكا

https://www.amazon.com/Decoding-Egalitarianism-Quran-Retrieving-Lexington/dp/1793609896

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous
Previous

Women are God’s Khalifa on earth too!

Next
Next

 من عدل ربنا (العدل) مساواة المرأة و الرجل في الدنيا و الآخرة