رحم الله (الإجتهاد) في بلادنا و أسكنه فسيح جنانه
غادر الإجتهاد عالمنا بهدوء.ارتحل عن فكرنا بلا ميراث نختلف عليه. ولا ورَثة يتنازعون في الامر. وغادر الجميع مجلس العزاء بنفس الهدوء و الصمت. اليوم لم يعد القرآن هو الصالح لكل زمان و مكان بل اجتهاد من عاشوا قبل أن تحل بنا النكبة المسماة ( إغلاق باب الإجتهاد). فلننالَ ثواب الدنيا و الآخرة ما علينا إلا أن نأكل كما يأكل السلف الصالح و نشرب كما يشرب السلف الصالح ونمشي كما يمشي السلف الصالح و نفكر كما يفكرون. وإن شذّ أحدٌ عن القطيع فالعصا لمن عصى. و لا ندري و الله كيف و متى تحول الإجتهاد من مفخرةعلماء الأمس إلى مذمة علماء اليوم! التفاصيل ليست مهمة على كل حال فالشيطان يكمن في التفاصيل و لكن المهم أن نلتزم واجب الترتيل و الترديد ليل نهار. المهم أن نرفع أيدي الضراعة و ندعو بلا كلل أو ملل لكل من فكر عنا وخطط لنا و عاش بدلا منا وأراح إذ استراح و أزاح عن كاهلنا مسؤولية التفكّر في القرآن.
فإن تعجب فعجبٌ قولهم بتعليق التفكر و هو أخص ما خصنا به القرآن إذ نقرأ
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
٨ الروم
لله ما أعطى و لله ما أخذ. و إنا لله و إنا إليه راجعون
و الله أعلم
للمزيد يمكن مراجعة كتابي الأكاديمي المنشور في بريطانيا
The Qur’anic Dilemma: A Hermeneutical Investigation of al-Khidr (Routledge Studies in Islam and Human Rights)